islamkamel
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

islamkamel

لايوجد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 (قصة قصيرة ) لاتفتح الباب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
anatomy
Admin
Admin
anatomy


المساهمات : 84
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

(قصة قصيرة ) لاتفتح الباب Empty
مُساهمةموضوع: (قصة قصيرة ) لاتفتح الباب   (قصة قصيرة ) لاتفتح الباب Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 30, 2008 5:46 am

عدل من ربطة عنقه أمام المرآة . أغرق روحه فى العطر الإيطالى . نادت عليه زوجته فأتجه نحوها . وجدها أعدت له الفطور وفنجان القهوة ، ألقى عليها تحية الصباح فبادلته إياها وأفضل بقبلة ، جلسا سوياً ، أمسك فنجان القهوة وبدأ فى الشرب منه وقال :
-ما رأيك لو غيرنا لون الفيلا ..؟
-ولماذا ؟ ..لقد غيرنا اللون والديكور ولم يمر عليهما شهرين ..!
-حسناً ..ما رأيك لو انتقلنا إلى الفيلا الأخرى ..
-يبدو أنك مستيقظ من نومك.. سعيداً

ارتشف أخر قهوته وقال : ربما ..هل تريدين شيئاً من الخارج
-لا شيء..فقط عودتك سالماً ..ومبكراً ، لا تنسى أن أختى جاءت من الخارج منذ ثلاثة أيام وهى عندنا على الغداء
- حسناً ..لا تقلقى يا حبيبتى ..هيا أيقظى الأطفال وقبليهم بدلا عنى ..وتلك قبلتك

قبلها ثم خرج من فيلاته وركب سيارته وانطلق بها فى الطريق الدائرى بين حديقته حتى وصل إلى الباب الخارجى
فرفع الأمن أيديهم لتحيته .
دخل شركته وهو شارد ، اليوم صفقة هامة لابد من إنهائها ، بعض الموظفين يبتعدون عن طريقه والبعض الآخر يقابله باهتمام ، تسائل بداخله : ولم القلق ولا يوجد سبب لذلك ..ستسير الصفقة كعادة كل صفقة فقد أظهر نجاحاً كبيراً هو وشركته الخاصة. حتى أصبح بلغة عالم الأعمال ملك السوق .


أنهى أعماله وعاد إلى المنزل مرهقاً ، بدا وكأنه لم ينم منذ أشهر ، أمتد نومه حتى المساء ، لولا تلك الكوابيس التى زارته لربما أمتد حتى صباح الغد .


************************

وجد نفسه فى مقهى ، يقف أمامه صبى المقهى يطالبه بأن يدفع ما عليه من حساب المشروبات القديمة فيترجاه أن يؤجل ذلك ، ينهره الصبى ويلعنه ويبتعد وهو يردد :
- منكم لله وحسبى الله ونعم الوكيل ..يا شحاذين يا ..

*************************

أستيقظ من نومه منتنفضاً ، مد يده باحثا عن المياه على المنضدة ، تأتى زوجته يقودها إحساسها أو ربما صرخته المكتومة ، تشعل الأنوار فيتلاشى الظلام ..تقول له بقلق : ما بك ..خير ؟!
-كابوس ملعون !
-مال نوم والكوابيس هذه الأيام
- لا أعلم ..سأخرج لأنفس عن روحى ...


يمر النادل بين الطاولات فيصل إلى طاولته المنشودة الجالس عليها ثلاثة من أكبر رجال الأعمال ؛ أثنين منهم مدخنين والثالث محمود بك الغير مدخن ، يضع النادل أمامهم المشروبات ثن ينحنى بظهره قليلا ويقول : خدمة أخرى يا محمود بك ؟!
يهز محمود بك رأسه أن لا ، يبتعد عنهم النادل حتى يختفى فى الزحام بينما محمود بك شارد فى النهر الذى خلفه ضائع فى زحام أفكاره ، يلتفت إلى صديقيه ويقول : فيم كنا نتحدث ؟!
يجيبه السمين : حسن يا سيدى قرر أن يلحد
يتدخل حسن قائلا : لم أقرر أن ألحد بل قررت أخباركم بألحادى
يقول محمود : ومنذ متى وأنت ملحد ؟!
-لا أتذكر
يتدخل شريف السمين : وكأنك وُلدت ملحداً ..كيف لا تتذكر ؟!
يتجاهله حسن فيقول محمود : ولماذا تلحد ؟!
يجيبه ببساطه : ولماذا لا ألحد ؟!
-لأن الله موجود !
- ما دليلك ؟!
- وجود الله إحدى البديهيات ..كوجودك تماماً
_إذا كان إيمانى بوجود الله يتوقف على وجودى ..فأين دليلك على وجودى ؟!
يضحك شريف ويقول : ذلك صدقاً منتهى الجنون
يتابع وهو يلتقط أنفاسه فرط الأنفعال : يمكننى صفعك لنرى إن كُنتُ ستتألم ام لا ..!
- رب ألم وهم
يتدخل محمود : إذن الوهم موجود ووجوده يثبت وجوده غيره !
-سأرحل هذا حديث ممل ..ممل جداً
يتجاوز الطاولات والزحام صوب الباب بينما تتعالى ضحكات شريف حتى أحمر وجهه على عكس صديقه محمود الذى لم يبادله الضحك على عكس عادته ، أخذه النهر والشرود مرة أخرى ، ألتقط الأول أنفاسه وقال : هل أزعجك حسن ؟!
-كلا ..حسن مجنون ..دعك منه ..ولكنى حزين ..فقط
- لم ؟
-تزورنى كوابيس كثيرة هذه الأيام
قال صديقه بلهجة المتفلسف : الأحلام ما هى إلا تفريغ لهمومنا وهواجسنا ومشاعرنا ...مجرد رموز لها إسقاطات على أرض الواقع!
-ومنذ متى كان فى حياتى هموم ؟!
-صدقت ..فنحن نحسدك لجمال حياتك
-أتظن أنه الحسد ؟
-أجننت ..أنا أمزح ..ومنذ متى تؤمن بالحسد ؟! أبحث عن سبب تلك الأحلام لو وجدته ستختفى تماما !
-حلمت أننى فى مقهى ..وحيد ..كالشحاذ ..أدخن !
-أنت تدخن ..! تلك من عجائب الأحلام ، دائماً غير منطقية ! ربما تخشى الوحدة ؟!
- أخشى الوحدة ..كم أنت مضحك ! كيف والأصدقاء من حولى ..ذكرتنى ..لم لم يأتوا اليوم ؟!

دخل الأب الفيلا وضحكات الأطفال تصنع بهجة وسعادة تطوف أرجاء المكان ، يقول الأب بصوت مدندن : بابى جاء ..بابى جاء !
تركا الطفلان فيلم(الكارتون) الذى كانا يشاهدانه وانطلقا يجريان حتى أرتميا فى حضن الأب فقبلهما وقبلاه ، أخرج من إحدى الأكياس بعض الحلوى وأعطاهما أياها وقال لهم برفق : هيا اذهبا إلى النوم ..
جرى الطفلان إلى أعلى فوجدا المفاجأة التى جاء بها الأب ؛ بعض الألعاب أخذت الأطفال وسرقتهم من النوم حتى تناسيا أن يشكرا الأب عليها ثم أخذهم التعب فأخذهم النوم .
والأب فى غرفته يغير من ملابسه بينما تعد الأم العشاء فينتهيان . يجلسان سوياً على المائدة ، فيقول وهو يتذوق طعامها :
-ما أجمل طعامك يا حبيبتى
تقول خجلا : ما أجمل كلماتك
ثم تتابع : ما رأيك لو غيرنا من لون الفيلا ؟!
-لماذا ؟ ..ألم نغير اللون والديكور ولم يمر عليهما شهرين ؟!
-حسنا ..ما رأيك لو أنتقلنا إلى الفيلا الأخرى ؟!

إنتهت الليلة السعيدة بالقبلات وما بعد القبلات ...إلى النوم ، ليت ليلة سعيدة كهذه لا تقتلها الكوابيس !


******************************

وجد نفسه فى شقة مشققة الجدران ، باهتة اللون ، تحتاج إلى نقاش
والدنيا تدور به ، والشيب كثير فى شعره ، وسجاره فى فمه ، وذقنه نابتة كرمزاً للهم !
يدخل غرفة النوم فيجد خيوط العنكبوت على كل الجدران والعناكب والحشرات .
يبحث عن زوجته وطفليه فلا يجدهم ...بعض السواد وينتهى الكابوس !

*****************************

-هذا حسد.. بالتأكيد حسدتمونى !
-بالتأكيد تمزح ..أنحن حاسدون ..لو أن حياتك أفضلنا فنحن حياتنا لا بأس بها كذلك
-لا أجد سبب آخر ..
-بل هناك أسباب ..أنت بالطبع مرهق ...أتجعلك تلك الكوابيس تخسر أصدقائك ..أنحن حاسدون !
جاء النادل ليأخذ طلباتهم . فأنتهز محمود الفرصة فى الشرود بعينيه إلى النهر خلفه والأضواء التى تتراقص على صفحات المياه ، كرنفال ..ربما مهرجان الأضواء ، حاول أن يبتعد عن التفكير فى الكوابيس والاستمتاع باللحظة . رحل النادل وعاد محمود بك من شروده قائلا :أخبرني يا شريف ما أفضل شيء للنسيان ؟
-أفضل شيء النبيذ أو التدخين !
وما أفضل شيء للسعادة ؟
-أفضل شيء للسعادة النساء أو الأطفال !
-صدقت ..النساء !
سقطت عينه على إحدى السيدات المارة بجواره فرأى صديقه ذلك فقال : هذا لو لم تكن تملك سيدة النساء !
سقطت عينه خجلا وقال : فقط أريد نسيان كوابيسى !
- أحكى لى ودعنا نحلل سوياً ..ماذا رأيت اليوم ؟!
-رأيت نفسى فى شقة ضيقة مشققة الجدران كإحدى منازل العشوائيات !
-أخبرنى يا محمود ..هل لم تبدأ بالصفر على عكس ما عرفنا ..هل وصلت إلى ما أنت عليه بالكفاح !
-أجننت؟ أنا محمود بك بن رفعت باشا !...ماذا تقول !




**************************

دخل شركته ، وجد البعض يتجاهله والبعض صامت على عكس العادة . فأما الأولون فقد ظهر فى عينيهم الاهتمام للقادم خلفه ، فنظر مثلهم ، رفع حاجبيه عن آخرهما كاشفا عن دهشته ، واتسعت عيناه وفاهه عن أخرهما ، صرخ بكل أحباله الصوتية :
- لااااااااااااااااااااا

*****************************


مد يده باحثاً عن المياه بجواره فأسقطها ، مدت زوجته يديها إلى المياه التى بجوارها وأعطته إياها ، ظل يشرب حتى أسكب المياه على ملابسه وما أن انتهى حتى قالت له : هذا كابوس ، لا تحكيه ..استعذ بالله ..استعذ بالله
-لقد رأيت نفسى موظف فى شركتى ولكن صاحبها شريف الملعون ..هذا كابوس ملعون !
-ألم أقل لك لا تحكيه ، هو مجرد كابوس !
-هذه حجة غبية ...هذا ليس كابوساً ، لم لا يكون المستقبل ..لم لا تكون رؤيا من عند الله ..كم الساعة الآن؟
-الآن ..يؤذن لصلاة الفجر !


أنطلق بسيارته حتى أوقفته أشارة المرور وما أن وجد لونها يصبغ بالأحمر حتى أنطلق إلى هناك .
جلس فى الكافية. كان معه موعد مع صديقيه ، شرد فى النهر خلفه ، ما هذه البلاهة؟ لم ترقص الأضواء ؟ ألا تشعر بتعاسته وحزنه ؟ يريدون أن يسقطوه من قمة المجد، هناك قوة عليا تخبره بذلك هناك نبؤات ورؤى ، ولكن هيهات سيفشلون فى مخططاتهم ..لن يسمح لهم بإسقاطه . فكر فى أنهم لن يأتيان .. وكيف يأتيان وقد أكتشف أمرهما ؟!
نظر أمامه على بعد خطوتين فوجد صديقيه حسن الملحد وشريف فأما الأول فكان محروقا كالفحم وأما الثانى فقد أتى إليه برأسين !



سأله فى تعجب: لم أتيت برأسين ؟!
فأجابه ببساطة : ولم لا أتى بهما !



ذلك ألعن كوابيسه ، الدنيا تدور به ومن حوله !
والوهم الموجود ، والأحلام دائماً تأتى لمنطقية وإن كانت غير منطقية فى ذاتها ،وما هى إلا تفريغ لشحنات وهموم ولو علم سببها لرحلت للأبد ..يجلس فى المقهى يدخن وحده ثم ينتهى ، فيذهب إلى شقته والجدران المشققة ، يجلس وحيداً ، ينتظر حلماً هيهات هيهات أن يأتى ...ويلعن عقله يا ليته ما علم السبب !



(تمت)



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamkamel.yoo7.com
 
(قصة قصيرة ) لاتفتح الباب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
islamkamel :: المنتدى :: منتدى دار الكتاب-
انتقل الى: